ثم توجهنا إلى
( أضنة ) ، ومن ثم إلى
( أنقرة ) وكان الطريق من
( أضنة ) إلى
( أنقرة ) غير سريع ،
صور من الطريق الى انقرة وصلنا
( أنقرة ) حوالي العاشرة ليلاً واضطررنا لسحب مبلغ من المال للتزود بالبنزين وكان سعر البنزين هناك حوالي
ألف ريال !!
ألف ريال في السعودية تكفيك شهراً كاملاً ، بل للسيارات الصغيرة ثلاثة شهور ، وربما تزيد .
أي ما تستهلكه في ثلاثة شهور يذهب في تعبئة واحدة في تركيا !!
كان سعر اللتر حوالي
10 ريالات ونصف ، وكان الله في عون إخواننا الأتراك على تحمّـل هذه الخسائر.
بعدها توجهنا إلى
( إسطنبول ) وكانت تبعد حوالي 450 كم وكان الطريق إلى ( إسطنبول ) رائعاً وسريعاً ولم نشعر بطوله فالجمال يحيط بك من كل جانب ، والخضرة تسر عينيك ، وزقزقة الطيور بأشكالها وأحجامها المختلفة تنسيك طول الطريق ، وعناء السفر ..
في منتصف الطريق أخذنا
(موتيل) بـ 80 ليرة وارتحنا فيه ذاك المساء ،
صور الطريق الى اسطنبولوفي الصباح توجهنا إلى إسطنبول ودخلناها في الساعة السابعة صباحا ، وصادف وقت دخولنا إليها وقت الدوامات عندهم ، ولذا كانت الزحمة على أشـدها ..
بعد مادخلنا توجهنا للبحث عن سوبر ماركت ومن ثم مخبـز لأخذ خبز ومن ثم جلسنا على الساحل لتناول وجبة الفطور وكانت الساعة تشير إلى التاسعة صباحا
بعد ما أفطرنا أخذنا فترة استجمام ومن ثم توجهنا إلى مدينة
(أديرن) التي تقع على الحدود اليونانية و البلغارية
وهنا مفترق الطرق بالنسبة لنا ..فإذا كنا سنمشي على تخطيطنا عن طريق اليونان فسوف نجازف لأننا لا نعلم هل نجد سفينة أو لا. وهل سوف نأخذ سيارتنا معنا أو لا .. اقترح أحد الشباب أن نذهب عن طريق بلغاريا وأن ندخل كعبور ، وكان هذا اقتراح صاحبنا
(الحس الأمني) .. تجي منه أشياء فلتة .. على غير العادة طبعاً !!
ولكن حسب بحثي واتصالاتي بالسفارة البلغارية في الكويت
( لا يوجد سفارة لبلغاريا في السعودية كما قلت ) أن الدخول إلى بلغاريا لا يتم إلا بفيزا خاصة لبلغاريا حتى ولو كان عبوراً ، وبحكم قرب الحدود البلغارية واليونانية من المدينة التي نحن متواجدون بها قررنا أن نذهب كتجربة إلى الحدود البلغارية ، وبعد أن وصلنا المدينة التي تقع على الحدود ذهبنا إلى المنفذ للاستفسار عن إمكانية الدخول من عدمه ، وللأسف لم نجد إجابة كافية وشافية ، لذا قررنا التجربة والدخول إلى بلغاريا ، ولكن ظهرت لنا مشكلة ليست كأي مشكلة بل هي مشكلة عويصة ... لذا قررنا العودة إلى المدينة الموجودة على الحدود لأخذ راحة واستأجرنا فندقاً كلفنا
120 ليرة ومكثنا فيه وتناولنا الغداء ثم أخذنا قسطنا من النوم لنكون على استعداد لمواجهة مشكلتنا العويصة في الغد.
صور لمدينة اديرن والفندقبعد أن تناولنا الفطور خرجنا من الفندق في الساعة العاشرة صباحا وكنا مخططين أن نستيقظ فجرا ولكن النوم سلطان .. اتجهنا للمنفذ ونحن نفكر في مشكلتنا وندعو الله أن يفرجها لنا .. بعد ما وصلنا المنفذ سجلنا دخول السيارة ثم دخلنا لتسجيل الخروج من تركيا وهنا تقع مشكلتنا العويصة .. كلكم تتساءلون ما هي هذه المشكلة ؟!! ولكني أقول لكم بكل بساطة إنها كانت في
الزحام غير المعقول ، زحام رهيب ، وأرتال من السيارات والشاحنات لها أول وليس لها آخــر .. لو تذكرت زحام الرياض لترحّمت على الرياض كثيراً كثيراً.
صور الزحامواجهنا الواقع وانتظرنا مع جموع غفيرة من الناس ونحن لا نعلم ما هي المشكلة المسببة لكل هذا الزحام وكل شخص نسأله يقول لا أعلم ، والبعض يقول إن المشكلة من الجوازات البلغارية والبطء في تنفيذ إجراءات الدخول وقد تتساءلون ما سبب كثرة الزحام ؟
والجواب هو أن معظم الأتراك الذين يعملون في أوروبا انتهت إجازاتهم وهم عائدون إلى أوروبا ، وفي خضم هذه الزحمة والطابور الطويل جدا لا نعلم هل نستطيع الدخول إلى بلغاريا أو لا .. أثناء الانتظار لمح أحد الشباب سيارة تابعة لقناة سويدية وطلب مني أن أذهب لأسأله هل بإمكاننا الدخول إلى بلغاريا أم لا .. بالنسبة لي لم أهتم ولكن صاحبي أصر على أن أذهب وأسأله وكانت خيراً لنا .. ذهبت إليه وقابلنا بكل بشاشة ومن ثم عرّفنا بنفسه وهو بولندي وأخبرنا أنه عمل في تلفزيون الشارقة , سألناه عما إذا كان بإمكاننا الدخول إلى بلغاريا ونحن لا نملك فيزا فأجاب : بالطبع يمكنكم الدخول كعبور وبدون فيزا مادام معكم فيزا شنجن ، بالنسبة لنا استبشرنا وفرحنا ولكنا مازلنا مشككين هل سندخل أم لا ..
صور اثناء الانتظار ( باص مقلوب سوبرماركت)انتظرنا طويلا حتى وصلنا إلى الحدود البلغارية وحينما وصلنا شاهدنا التخلف بعينه ، حيث إن أجهزة الجوازات البلغارية غير مربوطة إلكترونيا ببعضها ... بمعني أنك إذا سجلت دخول سيارة عند الموظف المختص بالسيارة يعطيك
USB فيها معلومات دخول السيارة تسلمها للموظف المختص بالجوازات . أعطينا الـ USB للموظف وأخبرنا أنه بإمكاننا الدخول إلى بلغاريا كعبور ولكنه أظهر لنا مشكلة جديدة وقال لنا : لن تستطيعوا الدخول إلى بلغاريا إلا بتأمين للسيارة
( التأمين الذي معنا خاص بدول الشنجن ) أخبرنا أنه بإمكاننا الحصول على التأمين من المكتب المقابل. ذهبنا لكي نحصل على التأمين فقال لنا إن سعر التأمين حوالي
400 يورو .. ولسوء الحظ لم نكن نحمل معنا المبلغ الكافي لأننا كنا نتعامل ببطاقة الصراف الآلي ولأنهم متخلفون وبدائيون - مع أنهم في وسط أوروبا - لا يوجد صراف آلي في المنفذ ، كانت الساعة تشير إلى السادسة قبيل المغرب ، ولم يكن أمامنا من خيار إلا أن نعود ونصرف من المدينة التركية القريبة من الحدود وكانت تبعد حوالي 10 كم ... قبل أن نعود للمدينة ذهبنا إلى السوق الحرة الموجودة وطلبنا من بعض المتسوقين أن يعطونا الأموال التي سيدفعونها وندفع لهم عن طريق الصرافة لكي نحصل على الكاش ، ولكن الجميــع رفض !! لذا قررنا أن نعود إلى المدينة التركية القريبة للحدود ونصرف ، ولكن هل سندخل في الزحام مرة أخرى
( مشكلة صح ) لذا طلبنا من موظف الجوازات أن نجلس عندهم ويذهب اثنان من الشباب ليصرفوا من المدينة التركية فوافق بدون تردد ، والحمد لله وحده على التسهيل. ذهبت أنا وأحد الشباب وأخذنا تاكسي للمدينة التي تبعد
10كم بـ 60 ليرةصرفنا ثم عدنا وكانت الساعة تشير إلى التاسعة مساءً
( أكيد تقولون إنكم تبهذلتوا ) ولكن كل تأخيرة وفيها خيرة ... عدنا إلى جوازات بلغاريا ووقفنا في سرا مكون من ست سيارات تقريبا ... وأثناء انتظارنا أخذ أحد الشباب أوراق السيارة لكي يحصل على التأمين فطلبت منه بالصدفة أن ينتظر لحين أن يطلبوه منا مرة أخرى ، وقد طلبت منه هذا الطلب لأن الموظفين الذين طلبوا منا التأمين قد انتهى دوامهم وأتى موظفون آخرون ، ونحن كنا مرتابين في الموظف الذي طلب منا التأمين لأن مبلغه خيالي بالنسبة للتأمين . سلمنا الجوازات للموظف ونحن على أعصابنا ، وكانت الموظفة التي استلمت جوازاتنا عجوز كبيرة في السن ، وكنا بانتظارها أن تسألنا عن التأمين ولكنها ختمت جوازاتنا وسلمتنا إياها دون تأمين !!!
هكذا دخلنا بلغاريا ، وقبل الدخول دفعنا
9يورو إلى حد الآن لا أعلم لأي شيء هي !!
هم يقولون لأجل الطرق ، ونحن لم نشاهد طرقاً سريعة أبداً في بلغاريا ، بعدما دخلنا إليها كنا نعيش فرحتين، فرحة الدخول إلى أوروبا عن طريق بلغاريا وتجنب الذهاب عن
طريق اليونان البحري ، والأخرى فرحة عدم دفع التأمين المبالغ فيه ، وهذا كله بفضل الله وتوفيقه ، ثم بفضل اقتراح
( الحس الأمني ) وهي كانت حسنته الوحيدة في الرحلة !!!
في أول دخولنا إلى بلغاريا حولنا الفلوس التركية التي صرفناها لأجل التأمين إلى يورو ، ومن ثم تزودنا بالوقود وكان سعر اللتر في بلغاريا حوالي
1,30 يورو ، ولسوء الحظ دخلنا إلى بلغاريا ليلا ، وكلكم يعلم ويسمع عن بلغاريا وعصاباتها ، وإن لم تكونوا سمعتم بها من قبل فخذوا حذركم فانفروا إليها نهــاراً !!
مشينا تقريبا خمسة كيلو ثم وقفنا للصلاة وكانت الساعة تشير إلى الحادية عشر ليلا بعد ما انتهينا من صلاتنا جلسنا نتجاذب أطراف الحديث
،
وفجأة( أنا قايلكم بلغاريا رعب ) لمحنا شبح رجل قادم إلينا ولكن ليس كأي رجل ، فهو رجل أعرج يترنح ذات اليمين والشمال ، ويده في جيبه !!
تقدم إلينا ببطء .. دار في رؤوسنا الكثير من التفسيرات وامتلكنا الرعب ، وما أثارنا وأرعبنا حقيقةً هو أن هناك شخصاً آخر خلف الأعرج يراقب المكان .. توقعنا أن هذا الشخص مرسل من عصابة والشخص الآخر يراقب المكان ... بالنسبة لنا كنا أربعة جالسين والخامس في السيارة ، اقترب الأعرج إلينا أكثر فأكثر.. تمالكني الخوف أن يكون في جيبه مسدساً ، ربما يقضي على حياتنا في ثوانٍ معدودات ... انطلقت مسرعا إلى السيارة وجلست أراقب الوضع .. وصل الأعرج وجلس بجانب زملائي .. وبدأ يتظاهر بأنه فقير ومحتاج للمساعدة .. طلبت من الشباب أن يركبوا لكي نذهب ونغادر هذا المكان.. انطلقنا بسرعة كبيرة خوفا من حدوث أي مكروه لا سمح الله. انطلقنا في طريقنا على الرغم أننا بحاجة للنوم ، ولكن
الأعرج أطار النوم من أعيننا ، وسرى في نفوسنا نشاط عجيب ، لو أردنا معه أن نقطع الأميال الكثيرة لفعلنا .
وصلنا إلى العاصمة
صوفيا وكانت الساعة تشير إلى الثانية ليلا .. لم نخطط للجلوس في بلغاريا ولو للحظة ، فالأعرج أعطانا صورة قاتمة عن هذه البلدة الخبيث أهلها .. ولكن عندما أردنا مغادرة صوفيا كانت المتاعب تلاحقنا ، والرعب من أي شيء مسيطر علينا ، بل إنّ سائقنا تجاوز الإشارة وهو منعطف إلى اليمين
( عندهم الانعطاف لليمين إشارة لازم تنتظر حتى تصبح الإشارة خضراء ) فجأة أوقفنا شرطي لا أعلم من أين خرج لنا أو كيف علم أننا تجاوزنا الإشارة الحمراء !! أخبرنا أن قيمة المخالفة خمسين يورو وإلا تعطونني عشرة يورو وبدون مخالفة ، قلنا له لا نملك إلا خمسة يورو فوافق وتركنا في سبيلنا ..
قد يتبادر إلى أذهانكم أننا كنا مبالغين في الخوف من بلغاريا ، ولكن في رأيي أن بلداً يحميها أناس لصوص ومرتشون ، من باب أولى أن يكون شعبها كذلك ، وللمعلومية فهناك قصص أخرى لمرتشي بلغاريا ستكون طريق العودة... وصلنا للحدود الرومانية ( منفذ كالافات ) فجرا
بعد ماوصلنا الحد ظهرت لنا حالة من حالة التخلف والفقر التي تعيشها هاتان الدولتان حيث إن المنفذ يقع على نهر يفصل بين الدولتين وعرض النهر كيلو واحد فقط ، ومع ذلك لا يوجد جسر يربط بينهما ، حيث إنك ستضطر لركوب السفينة أنت وسيارتك .. انتظرنا السفينة واشترينا تذكرة الركوب لنا ولسيارتنا بمبلغ
23 يورو ، وما هي إلا دقائق حتى وصلنا إلى رومانيا .
صور من منفذ كالافات صور للنهربعد ماقطعنا النهر أنزلنا سيارتنا من السفينة ثم دفعنا مبلغ
9 يورو يقولون إنها رسوم ميناء ، وبعد ذلك سلمنا جوازاتنا وأوراق السيارة للموظف المختص ، طلب منا الموظف أن نوقف السيارة على جنب وأن ننتظر حتى يخلص جوازاتنا ، بعد ذلك رجع إلينا وأمرنا أن ننزل العفش ليفتشه ، وكانت هذه أول مرة ننزل العفش منذ انطلاقتنا من بريدة ، فتش العفش ثم أعدنا العفش للسيارة مرة أخرى ، وسلمنا جوازاتنا وأوراق السيارة وقال تفضلوا ، ثم دخلنا رومانيا وبحثنا عن أقرب محطة للبنزين لأخذ بعض الأغراض والتزود من الوقود ، وللمعلومية تعتبر رومانيا من أرخص دول أوروبا من حيث البنزين والمواد الغذائية ، وقد تكون هذه هي حسنتهم الوحيـدة .