مجدي السنوني .. وأطفاله البواسل !!
علي – 4 سنوات - : بابا أيام مرت واليهود لا ييأسون من كثرة الصواريخ .. بابا أما تنتهي صواريخهم ؟
بلى يا حبيبي ستنتهي صواريخهم , إذا انتهى غل دفين سكن أرواحهم !!
هه ..
أي غل ترقب انتزاعة يا مجدي !!
بني !
دياجير اليأس .. ستتحول نورا يتلألأ بإذن الله .. " ولينصرن الله من ينصره " .
إيه يا حبيبي دعك من هذا الآن , وهات المصحف لأقرأ معك سورة التوبة .. فمنذ أيام لم تذهب إلى حلقتك
منذ أن استشهد شيخنا رحمه الله بسبب القصف اللعين!
ولو كان شيخك هاهنا لغضب منك !!
وقف مجدي أمام باب بيته , فوجد جاره جالسا على عتبة بابه ..
يبكي ابنه الوليد الأغر ذو اليومين ..
مالك يا جار ؟؟
هل نسيت أن ابنك طير من طيور الجنة بإذن الله ..
لم أنسى لكنها خلجات انسان ..
تهدم القوي وتوجع القلب ..
آآآآه .. يا جار ..
سأرسم قصتي في دياجير الاحباط ..
لا يا جار ..
سنقود الدنيا بجهادنا ..
سنحقق منانا ..
ونحرر أرضنا المقدسة , بقلوب ملئت إيمانا ..
وإن متنا فجنانا وظلالا ..
صدقت بمشاعرك .. لكن نحن الشعب ذو المعنويات القوية الصامدة ..
لا أحد يشعر بنا ..
لا نريد شعورهم ..
ماذا ؟
أطروحات مفكرين واعلاميين .. وسياسيين ..
ثم ماذا ؟؟
ها هنــا سُــؤدد .. وآمال فساح ..
منبعها قلب كل فلسطينيٍّ .. صبور واثق بنصر ربه ..
نبضنا العِــزة يا جـــار نبضنــا العــــِـــزة ..
جنّ الليل البهيم بخوفــه .. و وحشتــه ..
مجدي .. لا طعام للعشاء .. والأطفال يتضاغون جوعا .. وبردا ..
لا حيلة لي ..
حسنا .. لعلي أحاكيهم .. وأقص لهم حتى تغلبهم أعينهم فيناموا .. وفي الصباح أبحث عن فرج!
اصنع ما شئت المهم أن تسكتهم ..
مجدي يدخل على طفليه مخفيا دموعه ..
مساء الخير يا أبطال عائلة السموني .. ما أقواكم .. ستحرر أرضنا على يدكم عندما تصبحان فتية أشداء ..
محمد – 6 سنوات - : هل سيطول الأمر بنا يا أبــي ؟
مجدي : لا يا حبيبي .. شدة وستزول .. أنسيت الصبر أيها البطل ؟
إذن دعني أخرج أنا وأنت وعلي .. فنحن بواسل نعجبك .. وسأمسك بالمقلاع وأصوب نحو اليهود بلا رحمة , لن
أرحمهم أبدا يا أبي لأنهم لم يرحمونا .. سأقتلهم عن بكرة أبيهم ..
وأنت كن على يميني وعلي سنجعله خلفنا لأنه صغير .. سنبيدهم ونعود لنفرح أمي وقد أحضرنا معنا طعاما
للعشاء ..
مجدي : احتضن محمد كأم ثكلى دموعها لا تجف !! ..
ساعات قليله .. نام بعدها الصغار .. والأم ..
وبقي مجدي مع أخيه يرقبان النجوم ..
صرير ليل ..
لا وربي .. بل أصوات صواريخ تتفجر ..
ولحظات ترقب وخوف ..
مجدي : تعال يا أخــي فالليل طال ..
سنصلي الوتـر .. وننام فقد تأخر الوقت كثيرا ..
وانطوت صفحة عظماء ناموا فما استيقضوا ..
في مسرح عِـزة .. تيتم مجدي السموني ..
نعم تيتم !!
" الخبــر "صرخ مجدي السموني وهو يحتضن جثث طفليه وابن اخيه في مستشفى الشفاء بعد مقتلهم في قصف اسرائيلي على حي الزيتون شرق مدينة غزة "اصبحت الان يتيما, المجرمون قتلوا اطفالي, قتلوا عائلتي".
وقال للصحافيين وهو يبكي صباح الاثنين 5-1-2009 "كنا مختبئين في غرفة في منزلنا وكنا نائمين. فجأة سقط صاروخ علينا وقتلوا اولادي وابن اخي وزوجتي". واضاف "لم يبق لي احد سوى الله. حسبنا الله ونعم الوكيل على اسرائيل المجرمة".
وفقد مجدي اربعة من افراد اسرته بينهم ثلاثة اطفال فيما جرح اكثر من 35 منهم.