خلق السماوات والأرض

لقد خلق الله السماوات والأرض في ستة أيام فجعل السماوات سبعا والأرضين سبعا جعل الله السماوات سبعا طباقا بعضها فوق بعض ( ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا ) نوح 15 وبناها بناء محكما قويا شديدا ( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج ) ق 6 ( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسوعون ) الذاريات 47 بنيناها بأيد يعنى بقوة وقال تعالى فى سورة النبأ 12 ( وبنينا فوقكم سبعا شدادا ) أي قوية محكمة جعل الله تعالى بين كل سماء وأخرى مسـافة فكان جبريل عليه السلام يعرج بالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم من سماء إلى سماء حتى بلغ السابعة رفعها الله تعالى رفعا عظيما قال الله تعالى فى سورة النازعات 27/28 ( أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها * رفع سمكها فسواها ) رفعها بغير عمد وأمسكها بقوته ( الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ) الرعد 2 ( ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرؤوف رحيم ) الحج 65 جعلها الله تعالى سقفا للأرض محفوظا من الشياطين وزينة للناظرين ( وجعل السماء سقفا محفوظا ) الأنبياء 32 ( إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ) الأعراف 40 ويوم القيامة يطوى الله تعالى السماوات بيمينه ( والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ) الزمر 67
إن هذه الآيات الكريمة وغيرها الكثير والكثير مما لا يتسع المقام لذكرها تدل دلالة قاطعة لا تقبل الشك ولا الجدل فى أن السماوات السبع أجرام محسوسة رفيعة محكمة محفوظة لا يستطيع أحد دخولها ولا اختراقها إلا بإذن الله تعالى فهذا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم أشرف الخلق أجمعين لما عرج به مع الأمين جبريل ما دخل السماوات السبع إلا بالإذن والاستفتاح لكل سماء يدخلونها فكيف بغيره صلى الله تعالى عليه وسلم من الخلق
أما الأرض فإنها سبع أرضين فى ظاهر كلام الله تعالى وصريح سنة النبى صلى الله تعالى عليه وسلم يقول الله تعالى ( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن ) الطلاق 12 وهذه المثلية تقتضى المساواه في كل ما تمكن فيه فالأرض مثل السماوات في العدد قال صلى الله تعالى عليه وسلم ( اللهم رب السماوات السبع وما أظللن والأرضين السبع وما أقللن ) رواه النسائى والأرض مثل السماوات في التطابق فإذا كانت السموات سبعا طباقا فكذلك الأرض مثلهن يقول النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ( من أخذ شبرا من الأرض ظلما فإنه يطوقه يوم القيامة من سبع أرضين ) رواه البخاري
والغاية تدل على أن كل تحت أرض أرض وكل سماء فوق سماء فالأرض من تحتنا والسماء من فوقنا ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) الإشراء 85 لقد خلق الله تعالى هذه السماوات وهذه الأرضين وقدر فيهن ما قدر من عجائب مخلوقاته وأسرار مبدعاته وفصل لنا ما فصل منها فى سورة فصلت ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين * وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين * ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين * فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم ) الآيات 9/10/11/12 وحجب سبحانه وتعالى عن عباده كثيرا من ذلك فلا يحل لأحد أن يثبت شيئا من أسرار الكون إلا بدليل منقول أو محسوس أما مجرد النظريات التي يمكن أن تتغير أو تتبدل فلا يمكن الاعتماد عليها وأشد من ذلك وأدهى أن يحرف البشر من أجل إثبات بعض النظريات معنى كلام الله تعالى أو المفعوم الصحيح للآية أو يبدل ويغير في كلام النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لكي تطابق آراءهم ونظرياتهم القابلة للنقض والإفساد فليحذر كل من يخالف كلام الله وكلام نبيه صلى الله تعالى عليه وسلم أو يقل في القرآن الكريم برأيه فليتبوأ مقعده من النار
هذا والله تعالى أعلم

المصدر : جريدةالوطن

/

جزاكـ الله خيراً ..

وبإنتظااار جديدكـ ..

تحياتي لكـ ..

/

مروركم يشرفنى وردكم يبهرنى
لكم منى كل التقدير والاحتام